Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
my blogging world
17 décembre 2007

إلى صديقي الراحل عبر النافذة "حمدة"

إلى صديقي الراحل عبر النافذة "حمدة"

fenetre_2

شارف على إنهاء مشواره الدراسي في المغرب. تونسي لائحة أصدقائه ممتدة إلى ما لانهاية، زاده في ذلك حسن تعامله. كان يستعد للرحيل إلى بلده بعد ست سنوات من دراسة الهندسة في العرفان. في أحد أيام الأسبوع الماضي -وكما العادة- غسل ثيابه في" الأستوديو" الصغير الذي يقطنه في شارع نابولي "السيئ السمعه" حيث أقطن أنا نفسي.

الموسيقى كما أتصور، كانت حاضرة في ذلك المشهد العادي؛ فإما الشيخ إمام، مارسيل أو بعض من "المزود" التونسي"، كانوا يرافقون دندنات "حمده" واشتياقه إلى والدته.

حمل الثياب المغسولة إلى النافذة، ممتطيا السرير القريب منها، حيث ينام منذ مجيئه إلى المغرب. ونشرُها من الطابق الثالث ومن نافذة تطل على البحر، على بعد شارع واحد، قد يجعل النفس خفيفة على الجاذبية الغادرة.

ربما خدعته بعض قواعد الهندسة، أو نسيها من فرط التفكير في العودة إلى تونس الخضراء، والزواج والاستقرار بجانب والدته، يومية السؤال عن أحواله؟

لقد سقط الفتى من ثالث طابق في العمارة محاولا التقاط قطعة ثوب ملعونة انفلتت من بين يديه، فعانقت الأرض روحه وسط دهشة الجميع. لقد رحل والفرح معلق على طرف ثغره، أملا في اللقاء بالأهل وتوقا إلى قطع حبل الغربة الذي طال، لكن حبل الحياة هو الذي انقطع به.

لقد رحل "حمدة" وتركنا.

Publicité
Publicité
Commentaires
my blogging world
Publicité
Publicité